تقرير: أسعار الحبوب قد تقفز بعد انسحاب روسيا من اتفاق التصدير
تقرير: أسعار الحبوب قد تقفز بعد انسحاب روسيا من اتفاق التصدير
أدان حلفاء كييف، بما فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق، الموقع بوساطة الأمم المتحدة، للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية من ثلاثة موانئ على البحر الأسود والذي أثار المخاوف بارتفاع الأسعار والتسبب في أزمة عالمية.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حث روسيا، اليوم الأحد، على إعادة النظر، حتى بشأن ما قاله نائب روسي عن استعداد موسكو "لاستبدال الحبوب الأوكرانية بالكامل".
وعلقت روسيا الاتفاق بعد هجمات بطائرات من دون طيار على سفنها البحرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها.. وصدرت أوكرانيا منذ أغسطس الماضي نحو 9 ملايين طن من المواد الغذائية، بما في ذلك القمح والذرة، بموجب الاتفاق.
وأغلقت العقود الآجلة للقمح، يوم الجمعة الماضي، عند أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط مخاوف بشأن الطلب، لكنها قد تقفز مرة أخرى بعد الخطوة الروسية.
ويعرض قرار روسيا تعليق المشاركة في اتفاق البحر الأسود، للخطر، طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليها لمعالجة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن حربها ضد أوكرانيا.
وقال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف، الليلة الماضية، إن موسكو "مستعدة لاستبدال الحبوب الأوكرانية بالكامل في السوق العالمية" بعد الانسحاب من اتفاق البحر الأسود.
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا تحاول القيام بحيلة دعائية من خلال إتاحة الحبوب "المسروقة على الأرجح من أوكرانيا"، بينما تغلق ممر التصدير الآمن من أوكرانيا.
وأشار دميترو كوليبا: "روسيا تمنع تصدير مليوني طن من الحبوب للجزائر واليمن وفيتنام وبنجلاديش وغيرها الآن".
وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق السماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، ووصفه بأنه "تصرف شائن تماما".
وقال بايدن، أمس، بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات النصفية في وقت مبكر في ويلمنجتون بولاية ديلاوير: "سيزيد ذلك المجاعة.. لا يوجد سبب لقيامهم بذلك".
وندد الاتحاد الأوروبي بإعلان روسيا تعليق صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي إن برنامج التصدير هو "جهد إنساني حاسم له تأثير إيجابي واضح على وصول الغذاء لملايين الأشخاص حول العالم".
وغرد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عبر موقع تويتر قائلا إن الاتفاق مع روسيا لتصدير الحبوب "مفيد للأمن الغذائي العالمي.. يجب أن تسمح روسيا لصادرات الحبوب بالوصول إلى الجياع في العالم".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أوقفت المشاركة في اتفاق يسمح بالعبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود بعد هجمات بطائرات من دون طيار ضد سفنها البحرية.
اتفاقية الحبوب
حدّد اتفاق البحر الأسود الذي وقّع في 22 يوليو برعاية الأمم المتحدة إجراءات لمدة 120 يوما لإتاحة تصدير الحبوب الأوكرانية بعدما علقت بسبب الحرب.
وسمحت هذه الآلية بتصدير نحو 9 ملايين طن من الحبوب وخففت حدة الأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحرب، غير أن الشكوك حيال تمديد الاتفاق أدت إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات.
وينص اتفاق ثانٍ وقّع في 22 يوليو، على تسهيل الصادرات الروسية، لكن موسكو تشكو عدم قدرتها على بيع إنتاجها وأسمدتها بسبب عقوبات غربية تؤثر خصوصا في القطاعين المالي واللوجستي.
أزمة غذاء كبيرة
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية -إلى جانب تفشي جائحة كورونا منذ بداية عام 2020- في أزمة غذاء كبيرة في مختلف دول العالم، وتتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء، التي يعاني منها العالم حاليا بسبب الحرب، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد.
وتعد أوكرانيا وروسيا مشاركين أساسيين في إنتاج الغذاء العالمي، حيث تمثلان 53% من التجارة العالمية في زيت عباد الشمس والبذور، و27% في القمح، وفقًا للأمم المتحدة.